الجـريمــة المعلـومـاتيـة أنواعها وسبل مواجهتها "دراسة تحليلية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

اكاديمية الشرطة

المستخلص

الحقيقة التي لا يساورها أدنى شكٍّ في مجال الإلكترونيات أنَّ الجريمة المعلوماتية cybercriminalité تُمثِّل تهديدًا خطيرًا على أمن الأشخاص وحرمة حياتهم الخاصة وأموالهم، بل تُمثِّل تهديدًا كبيرًا على أمن الدول، وقد تصل آثاره إلى حدِّ محوها من الوجود.

ومن زاوية أخرى، فإنَّ تعريف الجريمة الإلكترونية يكتنفه بعض الصعوبات؛ ويرجع ذلك لاختلاف الدول في تحديد ما يُمثِّل اعتداءً على حرمة الحياة الخاصة، وما هو مباح ويمكن تناوله عبر الوسائط الإلكترونية supports électroniques، فالقيم الأخلاقية تختلف من دولة لأخرى.

فالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة l'atteinte à l'inviolabilité de la vie privée، والتحرش الجنسي، والسبُّ والقذف الإلكتروني، والاحتيال المعلوماتي، والسرقة المعلوماتية، والإرهاب، والتجسس الإلكتروني Cyber espionage (cyberespionage)؛ كلها تمثل أنواعًا للجرائم المعلوماتية. والواقع أنَّ الجريمة الإلكترونية تزداد يومًا بعد يوم، ويتفنَّن في ارتكابها المجرم المعلوماتي، الذي يتسم بالذكاء الشديد والتحوُّط في إخفاء آثارها المادية، فهي تُسمَّى -وبحقٍّ- الجريمة النظيفة، التي تخلو من العنف بعكس الجريمة التقليدية.

بيد أنَّ هناك تحدياتٍ كبيرةً تكتنف مواجهة هذا النوع من الجرائم؛ في مقدمتها: التعاون بين الدول في منع ارتكابها، والقبض على مرتكبيها، وتسليم المجرمين Extradition؛ لذلك يقف الاختصاص المكاني والقضائي عائقًا في تسهيل القضاء على هذه الجريمة.

لذلك لا بدَّ من وجود تعاون دولي وإقليمي حقيقي -وليس مجرد توصيات- وإجراءات وطنية للحدِّ من آثار هذه الجريمة، أُولى هذه الإجراءات: التوعية بكافة وسائل وقنوات الإعلام بخطورة هذه الجريمة وآثارها على المجتمعات، وإنشاء بنية تحتية تكنولوجية متطورة قاعدة على مجابهة مرتكبي هذا النوع من الإجرام.

الكلمات المفتاحية: حرمة الحياة الخاصة - الجريمة النظيفة - تعاون دولي - المجرم المعلوماتي - الوسائط الإلكترونية - أمن الأشخاص.

الكلمات الرئيسية