نظام الحكم القبلي لدي العرب قبل الإسلام بعد اجراء التعديلات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الحقوق جامعة عين شمس

المستخلص

انتظم عرب شبه الجزيرة العربية في العصر الجاهلي في كيانات اجتماعية ‏متباينة الحجم والعدد والتطور، لكن الشكل الذي تمسكوا به وساد لديهم هو القبيلة، ‏فهي كيان اقتصادي واجتماعي وسياسي مستقل، فقد ساهمت البيئة الصحراوية بما ‏تميزت بوعورة تضاريسها وندرة مواردها وصعوبة تحصيل متطلبات الحياة فيها، إلي ‏ضرورة وجود إطار منظم للتعاون تتضافر فيه الجهود، بحيث يمكنهم التغلب علي ‏مصاعب الحياة البدوية وقسوة البيئة البدائية، وفي ظل هذه المعطيات لم يكن الفرد ‏يأمن العيش في هذه البيئة المحفوفة بالمخاطر الطبيعية والبشرية إلا مع أشخاص ‏يركن إليهم بالفطرة ترعرع فيهم ونما بينهم، مما أوجد العصبية القبلية المبنية علي ‏قرابة الدم، مثلاً للولاء والانتماء والاتحاد، الذي تذوب فيه الفردية وتعلوا فيه مصلحة ‏الجماعة، فالفرد نفسه وماله وأهله في سبيل القبيلة.‏

ولابد لكل مجتمع بشري شكل من أشكال السلطة، يتناسب مع تكوينه ‏وطبيعته ومبادئه ومدي تطوره، والقبيلة العربية كتنظيم اجتماعي وسياسي مستقلة، ‏كان لها سلطة عليا تدبير كافة أمورها وتدير جميع شئونها، تمثلت في شيخ القبيلة ‏ومجلسها، فالثاني يختار الأول من بين أكابر القبيلة الأصلاء، ومشايخها ورجالها ‏وقادتها، ممن يتمتع بقدر كبير من المزايا والخصال الحميدة، دون الالتزام المطلق ‏بمبدأ وراثة الحكم، ومنح اختصاصات واسعة سواء علي المستوي الداخلي أو ‏الخارجي، مكنت النشطاء منهم من الحصول علي مزايا الملوك والأمراء، إلا أن ‏الزعماء والمشايخ الأذكياء، لم يجنحوا إلي الاستبداد بالسلطة والإنفراد بالشأن ‏العام، بل كانوا يعرضون علي الملأ الذي ضم الكبراء أصحاب الرأي ‏والمشورة، كل ما يتعلق بشئون القبيلة للتشاور واتخاذ قرار توافقي فيها، باعتبارهم ‏الرأي العام للقبيلة المعبر عن آمالها وتطلعاتها، الأمر الذي أدي إلي اشتراك كيانات ‏القبيلة المختلفة في الحكم والإدارة. ‏

الكلمات الرئيسية